الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

والدي العزيز ،، في عامهِ السابع والخمسين


   
والدي العزيز _أثناء دراسته

          للهندسة المدنية _جامعة الإسكندرية

           مصر 




مُنذُ نعومةِ أظفاره ،، وشقشقةُ فجرِ الحياة ،، وبزوغِ شمس العيون ،، منذُ الميلاد الأول وحتى الآن ،، إبتدأت رحلتهِ مع الحياة وبدأ بخوضِ غمارِ مراحلها واحدةً تلو الأخرى دونَ كَدٍّ أو ملل ،، نشأ في بيتٍ صغير مكوّن من غرفةٍ واحدة وكان الولد الثاني لأهله ،، الذي لطالما أخبرتني والدته بأنّه " وجهُ خيرٍ ورزق مُذ كان جنيناً  ،، وحينما جاء إلى الحياة لم يكن يعلمُ ما ينتظِرهُ كما كانَ والداهُ أيضاً ،، لكنَّ التنشأة  والغرس الطيّب الذي زرعاهُ فيهِ والداه كانَ لهُ أثراً بالغ في إنضاجِ شخصيته ورؤيتهِ للحياة ،، فكان الطفل الذي يحلمُ بغدٍ مُشرق وبيتٍ يحنو إلى زواياه وطموحٍ لا يعرفُ الفتور وإرادةٍ صلبةَ ونفسِ عزيزةٍ كريمةَ ،، 


بدأت البشائر تُزفُ إلى أهلهِ بعدما دخلَ المدرسة وأحبَّ الدراسة وكان الطالب النجيب الذي يفتخِرُ والداهُ بهِ ،، وإستمرت سنينُ العُمرٍ بالدوران والأمل لا يزال بريقهُ يلمعُ في العيون ،، برغمِ أنَّ والداه لم يعلما من حُروفِ اللغةِ شيئاً ولا من خطوطها خطاً ،، إلا أنّهُ أدركَ هدفاً لن يثنيهُ عنهُ شيئاً وهو " النجاح والتميز " ،، حتى وصلت بهِ الأيام إلى نقطة الإنطلاق وهي " الثانوية العامة " التي عاشَ أيامها في مدرسةِ فلسطين الثانوية للبنين ،، مع ثُلةٍ من أصحابه ورفاقهِ طوال السنين المنصرمة ،، وحينما قرر دخول الفرع العلمي كانت المعارضةَ من أقربائه خشيةً عليهِ من صعوبته وأنَّ أوراق الإمتحانات كان تصحح في جمهورية مصر آنذاك ،، لكنُّ كان قد حسم أمره ولم يلتفت إلى أحد قائلاً " على قدرٍ أهل العزمِ تأتي العزائم " ،، وبدأت الرحلة والمعاناة التي كان يكابدها في البحث عن الكتب المدرسية لأنه لم يكن يملك ثمنها ،، مما إضطرهُ إلى إستعارتها للقراءة والتعلم ومع ضيق المكان المكون من غرفةٍ واحدة كان ينام بها الأب والأم والأولاد ،، قرر إفتراش شاطىء البحر مكاناً لمشواره المكلل بالنجاح ،، فكان لا يجد مالاً لكي يشتري دفتراً يكتب عليه ولكنّه لم يعجز الحيلة ،، وقام بأخذ ريشة نيس كما يطلق عليها وحينما يأتي موجُ البحر على الشاطىء ويذهب يتركه كصفحةٍ نظيفة فيقوم بكتابة المعادلات الكيميائية على الشاطىء إلا أنهُ كان من أنصارٍ مادة الرياضيات بل وعشاقها ،،، وحينما أنهى المرحلة الثانوية وجاءت الأخبار بنجاحه وتفوقه بترتيب العاشر على مستوى القطاع ،، جاء التنسيق من جامعة الإسكندرية في مصر بقبوله في كليتي الطب والهندسة ،، لكنّهُ إختار الهندسة بطبيعةَ عشقهِ للرياضيات :)


إبتدأ المشوار الجامعي وإلتحق بعد ذلك بقسم الهندسة المدنية والطموح مقترن بِكُلِ خطوةٍ كان يخطُها في طريقهِ ،، بالرغمِ من عدمِ رضاه الكامل عن حياته الجامعية للأسباب القهرية وعِظمَ المسؤولية الملقاة على عاتقه إلا أنه لم يفقد الأمل ولا الطموح ولم يعرف يوماً طريقاً للفشل ،، حتى أنهى دراستهِ الجامعية وعاد إلى أهله وآمالهم إشتدت أكثر من ذي قبل ،، وبعدَ عامٍ تزوجَ وقد تكلّف عبءَ الزواج ولكن الأقدار شاءت أن لا يمضي على زواجه أكثر من ستةِ شهورِ حتى تقدمَ إلى وظيفة في المملكة العربية السعودية وقُبِل فيها ورحلَ إلى الخليج ليبدأ مشوار التحدي الجديد 


كانت البداية في كيبوتسات بلدية الخفجي ولكن الحال لم يطول حتى إستأجر شقة صغيرة وقام بفرشها والعيش فيها ،، لم تكن هذه الصدمة الأولى بل حينما فوجىء بأنَّ المملكة العربية السعودية تتبع للنظام الأمريكي في الهندسة وهو ما يسمي ب ACI Code ولكن دراسته كان تتبع الكود المصري ،، فقرر دراسة الكود الأمريكي والخوض في غماره وأبدع في مجاله حتى نال إعجاب كُلَ من تعامل معه ،، وتلقد منصبَ رئيس القسم الفني في بلدية الخفجي آنذاك ،، وإبتدأت دائرة العلاقات تتسع والإنجازات مستمرة حتى ذاع صيته بعدما أنقذهم من كارثةٍ محققة في مشفى الخفجي وأُسند إليه تصميم المشفى من جديد إنشائياً ومعمارياً ونجحَ في مهمته بالرغم من صعوبة المهمة على شاب في مقتبل عمره ،، وتم مكافئته على ذلك وهو يحتفظ بالدرع إلى هذا اليوم ،،


ومع حلول عام 1987 تم تدشين إسمه في الجريدة من ضمن أفضل سبعةَ عشرَ شخصية في المملكة العربية السعودية بعد أمير الخفجي ،، وإستمرت الإنجازات تتوالى وتتوالى حتى جاءت حرب الخليج فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير ،، وبالرغم من صولاته وجولاته إلا أنَّ السياسة دائماً أو بالأحرى " النفوذ" هي الأقوى والأوفر حظاً ،، 


وحينما عاد مرّةً أخرى إلى أرضِ الوطن بعد غيابٍ دام أربعةَ عشرَ عاماً ،، إنتظر سنتين حتى جاءت فرصة أخرى بعد الرجوع وتقدّم لها ،، لكنّها هذه المرة كانت في مؤسسات وكالة الغوث الدولية وإجتاز الإختبار بنجاح وتم تعيينه كمهندس موقع ،، وكان عليه دراسة الكود البريطاني BS Code لأن نظام الأونروا يتبع لهُ ،، فكان مستعداً لذلك ولم يستسلم لخياره المتاح فبعد سنتين تم تعيينه كرئيس لوحدة الإنشاءات ،، وبدأت الإنجازات تتوالى يوماً بعد يوماً والصعوبات تزداد ولكنّهُ كان في كُلٍ مرة يجتازها بنجاح ولأن الطموح لا ينتهي والعشق للتصميم الإنشائي في أوجه ،، وبعد سنين عديدة مرت تم منحهِ شهادة كأفضل مهندس في وكالة الغوث الدولية ،، وإستمر العطاء حتى تقلد منصب رئيس قسم التصميم والإنشاءات في دائرة الهندسة بوكالة الغوث الدولية ،، والطموح لم ينتهي بعد ومازالت الأيام تجري وتسجل إنجازاتٍ تتلوها إنجازاتْ 


الإسم : مُحَمّد أحمد عطية أبوعبدو ،، والدي العزيز بل جذوتي المشتعلةَ ،، أطالَ اللهُ في عُمرِكَ وأغّدقَ عليك الخير الوفير ،،

دُمتَ نبراساً يُحتذى بهِ وسِراجاً يُضيءُ لنا الدرب ،، 

،، 

الجمعة، 10 أغسطس 2012

إن تسمحي لي ،،،







إن تسمحي لي فأنا جئتُ أُقَدِمُ إعتذاري ،،، إن تسمحي لي أن أُلّقيَ بين دفتيكِ أشعــــــــــــــــــــــاري 

إن تسمحي لي أن أعُلِنَ للكونِ بأسراري ،،، وأخرُجُ مِن شوقي الذي يُمَزِقُ قلبي ويكتُمُ أفكــــــاري 

أنا أعلَمُ أنّكِ حبيبتي وفي الهوى سيدتي ومولاتي ،،، ولو كَبُرّتُ ألفَ عامٍ فإن عينيكِ جنتي وناري

أخبريني كَيِفَ يَنامُ القَمرُ في ليّـــلِ شعركِ ،،، وكيفَ أنني إذا ما رأيّتُكِ لا يملك قلبي خيـــــــــاري 

إني أحّمِلُ عُمراً ينقُصُ في البُعّـــدِ عنكِ ،،، ويزيدُ حيّــرتي في حلّي وترحالي وأسفـــــــــــــــــاري 

في كُلِّ يومٍ يمضي ، يزدادُ الحنيِنُ أضعافاً ،،، وأتوهُ في أزقةِ الوقتِ سَاهِراً بِجوارِ أقمـــــــــــــاري 

إن يَكُ العِشّقُ جُنوناً لا خَـــلاصَ مِنـــهُ ،،، فإنني العاشِقُ الهَائِمُ بأجّملِ هدايا أقــــــــــــــــــــــداري 

إن تسمحي لي ، فأنا جئتُ أُقَدِمُ إعتذاري ،،، وليِسَ بعدَ اليَومِ  أملِكُ قلبي ولا القــــــــــــرارُ قراري